الاثنين، نوفمبر 26، 2012



بركوكس عاشوراء بذيل شاة عيد الأضحى من بدع النواصب يا أهل الجزائر فاحذروا!!.
أو
(يوم عاشوراء بين الرافضة والنواصب).


قال الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري-حفظه الله-:

بــســم الــلــه الــرحــمــن الــرحــيــم
الحمد لله الفرد الصمد، الذي أنقذنا بنور العلم من ظلمات الغواية والجهالة، وهدانا بالاستبصار بالوحي عن الوقوع في عَماية الضلالة، فنحمده سبحانه والحمد نعمة منه مستفادة، وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين.
أما بعد:

فمن بقايا بدع النواصب الضلال في الجزائر، الذين نصبوا العداء لآل بيت رسوله الله التوسعة في يوم عاشوراء، بإقامة المأكولات، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن الألفة، فهم بمقابل الروافض الذين جعلوا يوم عاشوراء يوم الأحزان والأطراح، فإنهم جعلوه يوم الأعياد والأفراح، فقابلوا الفاسد بالفاسد والبدعة بالبدعة كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية.
ومما اشتهر به بعض الناس في الجزائر أن يوم عاشوراء يطبخون طبخة تُسمى عند بعضهم ب((بركوكس عاشوراء))، وعند آخرين ب(عيش عاشوراء)، وهي عبارة عن طبخة يضعون فيها الدجاج البلدي مع ذيل شاة العيد، وأنا أسميها طبخة النواصب والله المستعان.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى (25/307) بعد ما ذكر بعض ما وقع للحسين من حوادث: (فصارت طائفة جاهلة ظالمة_وهم الروافض_: إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية تظهر موالاته_أي الحسين_ ومولاة أهل بيته تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود، وشق الجيوب والتعزي بعزاء الجاهلية.
والذي أمر الله به ورسوله في المصيبة-إذا كانت جديدة- إنما هو الصبر والاحتساب والاسترجاع، كما قال تعالى: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية)، وقال: ( أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة)، وقال: (النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب) وفي المسند عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من رجل يصاب بمصيبة، فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعا إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب بها).
وهكذا من كرامة الله للمؤمنين، فإن مصيبة الحسين وغيره إذا ذكرت بعد طول العهد؛ فينبغي للمؤمن أن يسترجع فيها كما أمر الله ورسوله ليعطى الأجر مثل أجر المصاب يوم أصيب بها.
وإذا كان الله تعالى قد أمر بالصبر والاحتساب عند حدثان العهد بالمصيبة، فكيف مع طول الزمان، فكان ما زينه الشيطان لأهل الضلال والغي من اتخاذ يوم عاشوراء مأتما، وما يصنعونه فيه من الندب والنياحة، وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام، والتوسل بذلك إلى سبّ السابقين الأولين، وكثرة الكذب والفتن في الدنيا، ولم يعرف طوائف الإسلام أكثر كذبا وفتنا ومعاونة للكفار على أهل الإسلام؛ من هذه الطائفة الضالة الغاوية، فإنهم شرٌّ من الخوارج المارقين.
وأولئك قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: ( يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)، وهؤلاء يعاونون اليهود والنصارى والمشركين على أهل بيت رسول الله، وأمته المؤمنين كما أعانوا المشركين من الترك والتتار على ما فعلوه ببغداد وغيرها بأهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة ولد العباس، وغيرهم من أهل البيت والمؤمنين، من القتل والسبي وخراب الديار، وشر هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لايحصيه الرجل الفصيح في الكلام.
فعارض هؤلاء قوم إما من النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيته، وإما من الجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والشر بالشر، والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء؛ كالاكتحال والاختضاب، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك مما يفعلونه في الأعياد والمواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسما كمواسم الأعياد، وأولئك يتخذونه مأتما يقيمون فيه الأحزان والأتراح، وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة، وإن كان أولئك-الروافض- أسوأ قصدا وأعظم جهلا، وأظهر ظلما، لكن الله أمر بالعدل والإحسان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة).
ولم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئا من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح، ولكن صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: (ما هذا اليوم؟ فقالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى من الغرق فنحن نصومه، فقال: نحن أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه)، وكانت قريش أيضا تعظمه في الجاهلية)) انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.


وكتبه: أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري.

ليست هناك تعليقات: